قبل ثمانية عشر عاماً، يوم السادس من شهر ميزان لعام 1375 هـ ش كان يوماً مهماً و ذا قيمة لنجاة بلادنا واستحكام النظام الإسلامي في أفغانستان.
في هذا اليوم تمكنت حركة طالبان الإسلامية التي انتفضت ضد الأنارشية الحاصلة ، والمآسي والاقتتال الداخلي والحرب على السلطة والشر والفساد ودسائس تخريب البلاد، تمكنت من تطهير مدينة كابل من عناصر الشر والفساد ، وتدشين بعد انتظار طويل أساس النظام الإسلامي الصافي في أفغانستان، وتجازي أعداء الوطن اللدودين.
هذا اليوم المبارك كان من جهة يوم نجاة للوطن والمواطنين من أزمة كبيرة، من جهة أخرى سجل في تاريخنا كيوم نفاذ الشريعة الإسلامية التي كانت أمنية مليون ونصف مليون من شهداءنا في جهادهم ضد الإتحاد السوفيتي السابق، ويوم تحضير تشكيل الإمارة الإسلامية واجهت أفغانستان مرات عدة طوال التاريخ أزمات نتيجة دسائس كفرية دولية، ونتيجة تنافس إقليمي؛ لكن في كل مرة تمكن هذا الشعب المغوار من دحر الاحتلال الكفري، ونجاة الوطن من أزمة خانقة مقابل تضحيات باهظة.
مثلما خاب أمل جميع الاحتلاليين السابقين وجواسيسهم المتآمرين ولم ينالوا مقاصدهم ومراميهم المشئومة في هذا التراب، فاليوم أيضاً نحن على يقين بأن الاحتلال الحالي والقبضة الأمريكية مع كل طاقتها وقوتها ستكون خائبة ها هنا، وأن هذا الشعب سيحتفل مرة أخرى بيوم فتح وفرح.
نحن في الوقت الذي نعتبر تحرير كابل من قبل الإمارة الإسلامية في تاريخ الوطن يوم بدء دور إسلامي ساطع، نتعهد بأننا لن نكف أبداً عن مساعي قيام النظام الإسلامي ورفاه ورقي الشعب المنكوب، وسيكون كفاحنا الجهادي مستمر إلى أن يرى شعبنا المتعب والمكلوم يوما إكمال أمل وأمنية أبنائهم الشهداء المظلومين، وأن ينال مرة أخرى هدفه المنشود ألا وهو الحاكمية الإسلامية.
عملاء أمريكا المتواجدون اليوم في كابل لا فرق لهم عن أولئك العناصر الشريرة بالأمس الذين كانوا من أجل نيل هواهم، قد أوصلوا البلاد إلى حافة الضياع والانهيار، وحولوا أفغانستان إلى ميدان الاختلافات القومية واللسانية والمذهبية والتجزيوية.
إن غاصبي كابل الحاليين ينفخون نيران الفتن والفساد مثل السابقين تماماً، ينشرون الفساد والنفاق، لذا يجب على شعبنا المسلم أن يكون يقظاً في وجههم، ويكافح ضدهم، كي يصفي صعيده الطاهر من هذه العناصر الشريرة ويسجل في التاريخ يوماً ذهبياً آخر لاستعادة النظام الإسلامي والسلام مثل السادس من شهر ميزان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق