جديد :: [وسقطت حمص] كلمة صوتية للشيخ [ماجد الماجد] تقبله الله إلى أحد قادة المجاهدين في بلاد الشام
http://ift.tt/SbxAU6
وسقطت حمص..
رسالة من القائد ماجد الماجد رحمه الله
إلى أحد قادة المجاهدين في بلاد الشام
صادرة عن مؤسسة النخبة
رجب 1435 هـ – 05 / 2014 م
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
إلى فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه وأيَّده وسدَّد رأيه وخطاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأرسل إليكم رسالتي هذه سائلاً ربنا عز وجل أن تكونوا بخير حال وعلى أتمِّ عافية، وأن يُسبغ الله عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة، وأن يحفظكم ويؤيدكم بتوفيقه وهداه ونصره، وأن يعينكم على عملكم الذي ابتلاكم به، وأن يجعل منكم للمتقين إمامًا، أما بعد:
فنتابع باغتباطٍ جهودكم المباركة في نصرة الثورة السورية وسعيكم الموفق في تسديد مسار المجاهدين مع ما يُعرِّضكم له ذلك من مضايقات، فنسأل الله تعالى أن يجعلكم منارةً يهتدي بها الناس إلى الحق وأن يجمع بكم الصف ويئد بكم الفتن في مهدها، وأن يتقبل منكم جهادكم ويجعله في موازين حسناتكم.
وقبل الكلام في موجب رسالتنا هذه إليكم نقول:
كان رأيُنا منذ بدايات الثورة أن نمتنع ونسعى في منع قيام عملٍ جهاديٍّ تبدؤه تنظيماتٌ خارجية أو داخلية بمعزلٍ عن الشعب؛ حتى إذا بدأ الجهاد بدأ شعبيًّا ليصعب على النظام اختراقه لتوجيهه أو القضاء عليه قبل اشتداد عوده بمحاصرة القائمين عليه، مع سهولة ذلك على النظام لقوته الأمنية، ولأن المتوقع كان أن تتبرأ الجهات القائمة على الثورة من هذا الجهاد، وربما اتهموا أهله بأنهم صنيعة النظام لجهلهم بهم. هذا مع كثرة الضغط علينا من بعض الأوساط الجهادية لنبادر إلى عملٍ عسكري، وكثرة الإغراءات لنا من عملاء استخبارات النظام يستدرجوننا ظانين أننا نجهل حقيقتهم، فقد كنا نوقن أن الأمور لو استمرت على وتيرتها الكائنة آنذاك فستشتعل جذوة الجهاد لا محالة، لكنْ شعبيةً يؤججها الشعب نفسه …
وبعد هذا العرض الموجز أقول: إنّ وجود الثورة ومجاهديها ثقله وقوته هو في شرق سورية وشمالها، ولكثيرٍ من الظروف التنظيمية والميدانية للقوى الثورية وخاصةً بعض التطورات الأخيرة زاد تركز القوى الجهادية في تلك المناطق على حساب أهم مناطق سورية على الإطلاق.
وقد قلنا في نصيحةٍ وجَّهناها لبعض الأطراف عقب تطورٍ حدث رأيناه ضارًّا بالجهاد الشامي؛ قلنا في جملة مآخذنا عليه: “إنه سيشغل الجميع عن واجب الوقت وهذا ما يريده النظام والأمريكان أيضًا، لأنه سيجذب العمل الثوري والجهادي من المناطق الهامة إلى مناطق نفوذ المجاهدين، وسيملأ المناطق الأهم في البلاد عملاءُ الأمريكان من العلمانيين وينفردون بها كحمص وريفها ودمشق وريفها الغربي ليحققوا فيها ما فشلوا في تحقيقه في سنتين، فالورطة الغربية في سورية هي من حساسية موقعها الجغرافي وخطورة خروجها عن السيطرة على مصالحهم في المنطقة، وتمكينهم من هذه المناطق المهمة سينقذهم من هذه الورطة وسيتوافقون فيها مع النظام على صورةٍ أيًّا كانت فلن تكون في صالح المسلمين، فأين القوة التي ستمنعهم من تنفيذ ما يريدون؟ ستكون قد أفرغت لصالح مناطق أخرى حتى إذا مكَّنوا لمشروعهم الذي يريدون وجعلوه يستقر وينطلق من هذه المناطق اجتثوا المجاهدين بعد ذلك من الشرق والشمال بعد أن يكونوا قد استنزفوهم في معارك هامشية”.
وقلنا أيضًا: “إنّ النظام النصيري يسعى للتكتل في مناطق تكاثر طائفته في حمص والساحل الغربي ولإمدادها من البحر من لبنان عبر حزب الله، ويسعى لتحصين طائفته ودولته هناك حتى يستمر في حربه للمجاهدين في المناطق الأخرى بدعمٍ من الشرق والغرب، وهو ما سيزيده هذا التصرف. وأيًّا كان التوجه الغربي وموقفه من نظام الأسد وهل سيُبقي عليه أم يستبدل به مع المحافظة على ما يمكن من مؤسساته أم يستغل الفسحة التي تمكَّن منها في مناطق هامة فيبني فيها نظامًا جديدًا للحكومة الانتقالية الحالية بمساعدة قواتٍ عربية أو دولية، أم سيقسم البلاد، أم سيفعل غير ذلك، أيًّا كان الجواب فالنتيجة لن تكون في صالح المسلمين وستجعل عدوهم يستثمر ثورتهم لصالحه ولإنتاج نظامٍ موالٍ له كما فعل في القرن الماضي وكما فعل في ثوراتٍ أخرى وإن كانت تلك لم تستتب له بعد” انتهى الاقتباس.
وهذا الوتر هو ما كنا نضربُ عليه منذ أكثر من سنةٍ عند نقاشنا للقضية في بعض الأوساط، وهذا يقودنا للكلام عن أهمية القصير التي تشكل مفتاحًا مهمًّا في الصراع في هذه المناطق، فأهمية القصير وريفها وحمص تكمن في أنها جسر عبورٍ وخط إمدادٍ رئيسٍ لدويلة النصيرية الممتدة من الساحل، فهي متنفسٌ بريٌّ جيد وبدونها لا يكون لتلك الدويلة غير المتنفس البحري وتكون محاصرةً من جميع حدودها البرية من أهل السنة، وهي تقطع الطريق بين البقاع الغربي للبنان ووجود حزب الله وبين دمشق العاصمة، وهي شريط الامتداد للأردن عبر درعا، وتعد عاملاً هامًّا في تأمين دولة اليهود من عدمه، فالقضاء على المجاهدين والثوار في حمص والقصير والريف الغربي هو شرط التمكين لدويلة النصيرية الساحلية حتى لا تكون مشروعًا فاشلًا، وبمثله فبقاء أهل السنة والعمل الثوري والجهادي فعالاً في تلك المناطق يجهض مشروع الدويلة بإذن الله تعالى.
كما تشكِّل مناطق حمص والقصير أهميةً للمجاهدين أيضًا من حيث إن الدعم يأتي إلى سورية عبرها من مناطق أهل السنة في لبنان كعرسال وطرابلس وعكار، وكما قلت فإن هذه المناطق وخصوصًا عرسال هي على تماسٍ بقرى وبلداتٍ ومدنٍ رافضية مما يجعل دعمها وتقويتها مهمًّا جدًّا وأهم من الشمال والشرق السوري لكونها أكثر تأثيرًا على مشروعات الغرب والنصيرية التي مهما اختلفت تفاصيلها فإن هذه المناطق هي كالمفتاح لكل المشروعات. وأما الشمال والشرق فلا يهمهم كثيرًا أن تسقط في يد المجاهدين لو كان هذا مقابل ضعف هذه المناطق الغربية، حتى إذا انتهوا من تثبيت دعائم الدولة النصيرية وتأمين دولة اليهود باستخدام الأقليات حيث الرافضة في الجنوب بقيادة حزب الله والأكثرية الدرزية في الجولان وبترتيبٍ مع النصيرية وبعض المخابرات الإقليمية وبرعايةٍ أمريكية لتأمين الساحل ومناطق حمص ودمشق والريف الغربي حتى تكون منطقةً متماسكةً وقويةً وصالحةً لأن تكون دولة أو منطلقًا لأي مشروعٍ يريدونه فيكتمل بهذا ما كان يسعى إليه الغرب واليهود وإيران والنصيرية، أقول حتى إذا اكتمل لهم ذلك نظروا إلى أهلنا في وسط سورية وشمالها وحاصروهم من تركيا وجففوا منابع دعمهم مع ما يكونون قدموا لهذا الحصار به من زرعٍ للفتن والمشكلات بين جماعاتهم. فأي مشروعٍ في سورية لنا أو لعدونا لا يرتكز في استراتيجيته على المناطق المشار إليها فهو مشروعٌ عاجزٌ يسهل خنقه وإفشاله، ولعلكم تلاحظون الحملة المشتدة الشرسة التي تشن على القصير وما جاورها وقد بلغت ذروتها وقت إعداد هذه الرسالة وما زالت تشتد، فما هدف النظام من هذه الحملة؟
أهم الأهداف -مع أهمية القصير كما تقدم وصفها- نعرفه إذا استحضرنا جديد سياسة النظام التي أدخلها على حملاته، وهي أنه أنشأ لجان مصالحةٍ وعفو، وقدَّم تنازلاتٍ عديدةً لاحتواء الثوار، منها رضاه بعمل المنشقين من الشرطة والجيش في مناطقهم التي هم فيها وصار يصعب على الثوار الوجود في تلك المناطق بسبب هذه السياسة التي أخرجتهم من معادلة الصراع، والناس تعبت من القتال والفوضى وتريد أن ترتاح وتسعى إلى الأمن والاستقرار وهذا ما لا نشير إليه في خطابٍ عام أو في خطاب من قد تخذِّله هذه الحقائق بل من تستحث همَّته، فتشديد الحملات العسكرية هدفه نفسيٌّ قبل أن يكون عسكريًّا، فهو يهيئ الناس ويهزم نفسياتهم للقبول بالمصالحة والدخول في حلٍّ سياسي معه إذا رأوا إغراءات الأمن والعفو وتوفر ضرورات العيش، وكل قريةٍ تُغرى وتُفتن بحال أختها حتى تنتشر الهزيمة والفشل في كل تلك المنطقة، ويقبلُ الهوانَ من يجهل أنّ عدوه لا يرضى بمجرد هوانه بل هو عنده حلٌّ مؤقت قبل أن يُجهز على من دخلوا معه، وهذا متناغمٌ مع الإرادة الغربية لحل ما يسمونه بالأزمة السورية، وهو قد يتطور ليصبح تقسيمًا للبلاد ينقذ النظام وينقذ الغرب ويعود على المجاهدين بالفشل بعد كل هذه البلاءات، لا جعله الله مقدورًا!
ثم إنَّ حمص والقصير وهذه المناطق الاستراتيجية كانت من قبل تعاني أزمةً شديدةً في التسليح والذخائر والأموال وضعفًا ظاهرًا في العمل العسكري، ولا يسع المقام أن نحكي لكم مآسي الانحياز من المعارك مع تقدم المجاهدين فيها لنفاد الذخيرة، وكم كانت تزهق من أرواح المجاهدين وعامة المسلمين بسبب ذلك، وكم تقدم رافضة الحزب وعلوية الجيش ومرتدوه بسبب ذلك، وكم حازوا من مناطق ومدن، والحرب بيننا -أعني المجاهدين وبينهم- سجال، فيوم كرٍّ ويوم فر.
ولكن الوضع الآن كما تعلمون أصبح أشدَّ ما يكون، والمنطقة إلى السلاح والذخائر اليوم أحوج ما تكون، ونخشى أنه إذا سقطت القصير واستقر الأمر هكذا سقطت حمص، وإذا سقطت حمص واستقر الأمر هكذا سقطت الثورة السورية؛ إن لم يكن بسقوط المناطق الأخرى فبمساهمة الأوضاع الجديدة بعد السقوط -الذي نسأل الله أن لا يكون- في إقامة دويلةٍ باطنيةٍ تشق سورية، أو كون هذه المناطق مركزًا لحكومةٍ عميلة توافقيةٍ مع النظام الأمني لا يتغير فيها إلا الوجوه. هذا مع مبشرات الثبات من مجاهدي حمص والقصير، ولعلكم سمعتم بأخبارها، ففي أثناء إعداد هذا الخطاب كانت معركةٌ قويةٌ جدًّا حتى وصفها بعض من كان فيها بالملحمة، وكانت معركة حياةٍ أو موتٍ كما يقال؛ فقد قطع الحزب الرافضي الطريق الوحيد الباقي للإمداد للقصير، تقدم للمدينة فوقع في كمينٍ للإخوة وقتلوا منه -بفضل الله- العشرات وجرحوا منه المئات كما ذكروا، وقد قدَّر المجاهدون القتلى بما يربو على المئتين من الحزب والجيش النصيري، والحزب هو قائد المعركة حقيقة وأما ضباط الجيش فهم مجرد أفرادٍ تحت قيادة الحزب، وقد ارتفعت معنويات الإخوة كثيرًا بعد هذه المعركة، فنسأل الله لهم الثبات. ويُخشى أنّ الموازين لو لم تتغير فستسقط المدينة، فالحرب على أشدها وقد شنَّ الطيران أربعًا وعشرين غارة في أربعٍ وعشرين ساعة ودكّها بآلاف الصواريخ وقذائف الهاون، فسلِّم اللهم سلِّم.
وثبات المجاهدين في القصير يستدعي استنفار الجهود لنصرتهم، فقد يكون من حكمة الله أن قدّره إقامةً للحجة على الأمة أتنصرهم أم تخذلهم، والله المستعان.
ومع جهود الإمداد من الجانب اللبناني إلا أنَّ المدد دون الحاجة بكثير، والساحة تشتكي قلة الناصر والمعين، ولا نبخس فضل أهل الأفضال ولا نكفر نعمة الله ولكننا نستنفر كل من بيده شيءٌ من الأمر أن يهتم بحمص والقصير ويجعل لها الأولوية؛ فإنها هي ميدان المعركة الحقيقي مع النظام، وإذا قدّر الله لمجاهديها النصر فإنه -بإذن الله تعالى- الثبات لنفوس أهلها، والعسر على الكافرين في العمل بما رسموه من مؤامرات، والهدم لأساس مشروع الدولة الباطنية المراد امتدادها من الساحل إلى مناطق الرافضة في لبنان.
فنأمل أن يكون لكم يدٌ في تحريض الأمة على التركيز على هذه المناطق وأعني القصير وحمص والقلمون وريف دمشق الغربي وجعله من أولويات داعمي الثورة.
هذا ما تيسر قوله مستعجلًا، ونسأل الله أن ينصر الإسلام في حمص والقصير، وأن يستعملنا وإياكم في نصرة دينه وإغاثة المستضعفين من عباده، وزلزلة عروش الكافرين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم/ ماجد بن محمد الماجد.
http://ift.tt/SbxAU6
وسقطت حمص..
رسالة من القائد ماجد الماجد رحمه الله
إلى أحد قادة المجاهدين في بلاد الشام
صادرة عن مؤسسة النخبة
رجب 1435 هـ – 05 / 2014 م
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
إلى فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى ورعاه وأيَّده وسدَّد رأيه وخطاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأرسل إليكم رسالتي هذه سائلاً ربنا عز وجل أن تكونوا بخير حال وعلى أتمِّ عافية، وأن يُسبغ الله عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة، وأن يحفظكم ويؤيدكم بتوفيقه وهداه ونصره، وأن يعينكم على عملكم الذي ابتلاكم به، وأن يجعل منكم للمتقين إمامًا، أما بعد:
فنتابع باغتباطٍ جهودكم المباركة في نصرة الثورة السورية وسعيكم الموفق في تسديد مسار المجاهدين مع ما يُعرِّضكم له ذلك من مضايقات، فنسأل الله تعالى أن يجعلكم منارةً يهتدي بها الناس إلى الحق وأن يجمع بكم الصف ويئد بكم الفتن في مهدها، وأن يتقبل منكم جهادكم ويجعله في موازين حسناتكم.
وقبل الكلام في موجب رسالتنا هذه إليكم نقول:
كان رأيُنا منذ بدايات الثورة أن نمتنع ونسعى في منع قيام عملٍ جهاديٍّ تبدؤه تنظيماتٌ خارجية أو داخلية بمعزلٍ عن الشعب؛ حتى إذا بدأ الجهاد بدأ شعبيًّا ليصعب على النظام اختراقه لتوجيهه أو القضاء عليه قبل اشتداد عوده بمحاصرة القائمين عليه، مع سهولة ذلك على النظام لقوته الأمنية، ولأن المتوقع كان أن تتبرأ الجهات القائمة على الثورة من هذا الجهاد، وربما اتهموا أهله بأنهم صنيعة النظام لجهلهم بهم. هذا مع كثرة الضغط علينا من بعض الأوساط الجهادية لنبادر إلى عملٍ عسكري، وكثرة الإغراءات لنا من عملاء استخبارات النظام يستدرجوننا ظانين أننا نجهل حقيقتهم، فقد كنا نوقن أن الأمور لو استمرت على وتيرتها الكائنة آنذاك فستشتعل جذوة الجهاد لا محالة، لكنْ شعبيةً يؤججها الشعب نفسه …
وبعد هذا العرض الموجز أقول: إنّ وجود الثورة ومجاهديها ثقله وقوته هو في شرق سورية وشمالها، ولكثيرٍ من الظروف التنظيمية والميدانية للقوى الثورية وخاصةً بعض التطورات الأخيرة زاد تركز القوى الجهادية في تلك المناطق على حساب أهم مناطق سورية على الإطلاق.
وقد قلنا في نصيحةٍ وجَّهناها لبعض الأطراف عقب تطورٍ حدث رأيناه ضارًّا بالجهاد الشامي؛ قلنا في جملة مآخذنا عليه: “إنه سيشغل الجميع عن واجب الوقت وهذا ما يريده النظام والأمريكان أيضًا، لأنه سيجذب العمل الثوري والجهادي من المناطق الهامة إلى مناطق نفوذ المجاهدين، وسيملأ المناطق الأهم في البلاد عملاءُ الأمريكان من العلمانيين وينفردون بها كحمص وريفها ودمشق وريفها الغربي ليحققوا فيها ما فشلوا في تحقيقه في سنتين، فالورطة الغربية في سورية هي من حساسية موقعها الجغرافي وخطورة خروجها عن السيطرة على مصالحهم في المنطقة، وتمكينهم من هذه المناطق المهمة سينقذهم من هذه الورطة وسيتوافقون فيها مع النظام على صورةٍ أيًّا كانت فلن تكون في صالح المسلمين، فأين القوة التي ستمنعهم من تنفيذ ما يريدون؟ ستكون قد أفرغت لصالح مناطق أخرى حتى إذا مكَّنوا لمشروعهم الذي يريدون وجعلوه يستقر وينطلق من هذه المناطق اجتثوا المجاهدين بعد ذلك من الشرق والشمال بعد أن يكونوا قد استنزفوهم في معارك هامشية”.
وقلنا أيضًا: “إنّ النظام النصيري يسعى للتكتل في مناطق تكاثر طائفته في حمص والساحل الغربي ولإمدادها من البحر من لبنان عبر حزب الله، ويسعى لتحصين طائفته ودولته هناك حتى يستمر في حربه للمجاهدين في المناطق الأخرى بدعمٍ من الشرق والغرب، وهو ما سيزيده هذا التصرف. وأيًّا كان التوجه الغربي وموقفه من نظام الأسد وهل سيُبقي عليه أم يستبدل به مع المحافظة على ما يمكن من مؤسساته أم يستغل الفسحة التي تمكَّن منها في مناطق هامة فيبني فيها نظامًا جديدًا للحكومة الانتقالية الحالية بمساعدة قواتٍ عربية أو دولية، أم سيقسم البلاد، أم سيفعل غير ذلك، أيًّا كان الجواب فالنتيجة لن تكون في صالح المسلمين وستجعل عدوهم يستثمر ثورتهم لصالحه ولإنتاج نظامٍ موالٍ له كما فعل في القرن الماضي وكما فعل في ثوراتٍ أخرى وإن كانت تلك لم تستتب له بعد” انتهى الاقتباس.
وهذا الوتر هو ما كنا نضربُ عليه منذ أكثر من سنةٍ عند نقاشنا للقضية في بعض الأوساط، وهذا يقودنا للكلام عن أهمية القصير التي تشكل مفتاحًا مهمًّا في الصراع في هذه المناطق، فأهمية القصير وريفها وحمص تكمن في أنها جسر عبورٍ وخط إمدادٍ رئيسٍ لدويلة النصيرية الممتدة من الساحل، فهي متنفسٌ بريٌّ جيد وبدونها لا يكون لتلك الدويلة غير المتنفس البحري وتكون محاصرةً من جميع حدودها البرية من أهل السنة، وهي تقطع الطريق بين البقاع الغربي للبنان ووجود حزب الله وبين دمشق العاصمة، وهي شريط الامتداد للأردن عبر درعا، وتعد عاملاً هامًّا في تأمين دولة اليهود من عدمه، فالقضاء على المجاهدين والثوار في حمص والقصير والريف الغربي هو شرط التمكين لدويلة النصيرية الساحلية حتى لا تكون مشروعًا فاشلًا، وبمثله فبقاء أهل السنة والعمل الثوري والجهادي فعالاً في تلك المناطق يجهض مشروع الدويلة بإذن الله تعالى.
كما تشكِّل مناطق حمص والقصير أهميةً للمجاهدين أيضًا من حيث إن الدعم يأتي إلى سورية عبرها من مناطق أهل السنة في لبنان كعرسال وطرابلس وعكار، وكما قلت فإن هذه المناطق وخصوصًا عرسال هي على تماسٍ بقرى وبلداتٍ ومدنٍ رافضية مما يجعل دعمها وتقويتها مهمًّا جدًّا وأهم من الشمال والشرق السوري لكونها أكثر تأثيرًا على مشروعات الغرب والنصيرية التي مهما اختلفت تفاصيلها فإن هذه المناطق هي كالمفتاح لكل المشروعات. وأما الشمال والشرق فلا يهمهم كثيرًا أن تسقط في يد المجاهدين لو كان هذا مقابل ضعف هذه المناطق الغربية، حتى إذا انتهوا من تثبيت دعائم الدولة النصيرية وتأمين دولة اليهود باستخدام الأقليات حيث الرافضة في الجنوب بقيادة حزب الله والأكثرية الدرزية في الجولان وبترتيبٍ مع النصيرية وبعض المخابرات الإقليمية وبرعايةٍ أمريكية لتأمين الساحل ومناطق حمص ودمشق والريف الغربي حتى تكون منطقةً متماسكةً وقويةً وصالحةً لأن تكون دولة أو منطلقًا لأي مشروعٍ يريدونه فيكتمل بهذا ما كان يسعى إليه الغرب واليهود وإيران والنصيرية، أقول حتى إذا اكتمل لهم ذلك نظروا إلى أهلنا في وسط سورية وشمالها وحاصروهم من تركيا وجففوا منابع دعمهم مع ما يكونون قدموا لهذا الحصار به من زرعٍ للفتن والمشكلات بين جماعاتهم. فأي مشروعٍ في سورية لنا أو لعدونا لا يرتكز في استراتيجيته على المناطق المشار إليها فهو مشروعٌ عاجزٌ يسهل خنقه وإفشاله، ولعلكم تلاحظون الحملة المشتدة الشرسة التي تشن على القصير وما جاورها وقد بلغت ذروتها وقت إعداد هذه الرسالة وما زالت تشتد، فما هدف النظام من هذه الحملة؟
أهم الأهداف -مع أهمية القصير كما تقدم وصفها- نعرفه إذا استحضرنا جديد سياسة النظام التي أدخلها على حملاته، وهي أنه أنشأ لجان مصالحةٍ وعفو، وقدَّم تنازلاتٍ عديدةً لاحتواء الثوار، منها رضاه بعمل المنشقين من الشرطة والجيش في مناطقهم التي هم فيها وصار يصعب على الثوار الوجود في تلك المناطق بسبب هذه السياسة التي أخرجتهم من معادلة الصراع، والناس تعبت من القتال والفوضى وتريد أن ترتاح وتسعى إلى الأمن والاستقرار وهذا ما لا نشير إليه في خطابٍ عام أو في خطاب من قد تخذِّله هذه الحقائق بل من تستحث همَّته، فتشديد الحملات العسكرية هدفه نفسيٌّ قبل أن يكون عسكريًّا، فهو يهيئ الناس ويهزم نفسياتهم للقبول بالمصالحة والدخول في حلٍّ سياسي معه إذا رأوا إغراءات الأمن والعفو وتوفر ضرورات العيش، وكل قريةٍ تُغرى وتُفتن بحال أختها حتى تنتشر الهزيمة والفشل في كل تلك المنطقة، ويقبلُ الهوانَ من يجهل أنّ عدوه لا يرضى بمجرد هوانه بل هو عنده حلٌّ مؤقت قبل أن يُجهز على من دخلوا معه، وهذا متناغمٌ مع الإرادة الغربية لحل ما يسمونه بالأزمة السورية، وهو قد يتطور ليصبح تقسيمًا للبلاد ينقذ النظام وينقذ الغرب ويعود على المجاهدين بالفشل بعد كل هذه البلاءات، لا جعله الله مقدورًا!
ثم إنَّ حمص والقصير وهذه المناطق الاستراتيجية كانت من قبل تعاني أزمةً شديدةً في التسليح والذخائر والأموال وضعفًا ظاهرًا في العمل العسكري، ولا يسع المقام أن نحكي لكم مآسي الانحياز من المعارك مع تقدم المجاهدين فيها لنفاد الذخيرة، وكم كانت تزهق من أرواح المجاهدين وعامة المسلمين بسبب ذلك، وكم تقدم رافضة الحزب وعلوية الجيش ومرتدوه بسبب ذلك، وكم حازوا من مناطق ومدن، والحرب بيننا -أعني المجاهدين وبينهم- سجال، فيوم كرٍّ ويوم فر.
ولكن الوضع الآن كما تعلمون أصبح أشدَّ ما يكون، والمنطقة إلى السلاح والذخائر اليوم أحوج ما تكون، ونخشى أنه إذا سقطت القصير واستقر الأمر هكذا سقطت حمص، وإذا سقطت حمص واستقر الأمر هكذا سقطت الثورة السورية؛ إن لم يكن بسقوط المناطق الأخرى فبمساهمة الأوضاع الجديدة بعد السقوط -الذي نسأل الله أن لا يكون- في إقامة دويلةٍ باطنيةٍ تشق سورية، أو كون هذه المناطق مركزًا لحكومةٍ عميلة توافقيةٍ مع النظام الأمني لا يتغير فيها إلا الوجوه. هذا مع مبشرات الثبات من مجاهدي حمص والقصير، ولعلكم سمعتم بأخبارها، ففي أثناء إعداد هذا الخطاب كانت معركةٌ قويةٌ جدًّا حتى وصفها بعض من كان فيها بالملحمة، وكانت معركة حياةٍ أو موتٍ كما يقال؛ فقد قطع الحزب الرافضي الطريق الوحيد الباقي للإمداد للقصير، تقدم للمدينة فوقع في كمينٍ للإخوة وقتلوا منه -بفضل الله- العشرات وجرحوا منه المئات كما ذكروا، وقد قدَّر المجاهدون القتلى بما يربو على المئتين من الحزب والجيش النصيري، والحزب هو قائد المعركة حقيقة وأما ضباط الجيش فهم مجرد أفرادٍ تحت قيادة الحزب، وقد ارتفعت معنويات الإخوة كثيرًا بعد هذه المعركة، فنسأل الله لهم الثبات. ويُخشى أنّ الموازين لو لم تتغير فستسقط المدينة، فالحرب على أشدها وقد شنَّ الطيران أربعًا وعشرين غارة في أربعٍ وعشرين ساعة ودكّها بآلاف الصواريخ وقذائف الهاون، فسلِّم اللهم سلِّم.
وثبات المجاهدين في القصير يستدعي استنفار الجهود لنصرتهم، فقد يكون من حكمة الله أن قدّره إقامةً للحجة على الأمة أتنصرهم أم تخذلهم، والله المستعان.
ومع جهود الإمداد من الجانب اللبناني إلا أنَّ المدد دون الحاجة بكثير، والساحة تشتكي قلة الناصر والمعين، ولا نبخس فضل أهل الأفضال ولا نكفر نعمة الله ولكننا نستنفر كل من بيده شيءٌ من الأمر أن يهتم بحمص والقصير ويجعل لها الأولوية؛ فإنها هي ميدان المعركة الحقيقي مع النظام، وإذا قدّر الله لمجاهديها النصر فإنه -بإذن الله تعالى- الثبات لنفوس أهلها، والعسر على الكافرين في العمل بما رسموه من مؤامرات، والهدم لأساس مشروع الدولة الباطنية المراد امتدادها من الساحل إلى مناطق الرافضة في لبنان.
فنأمل أن يكون لكم يدٌ في تحريض الأمة على التركيز على هذه المناطق وأعني القصير وحمص والقلمون وريف دمشق الغربي وجعله من أولويات داعمي الثورة.
هذا ما تيسر قوله مستعجلًا، ونسأل الله أن ينصر الإسلام في حمص والقصير، وأن يستعملنا وإياكم في نصرة دينه وإغاثة المستضعفين من عباده، وزلزلة عروش الكافرين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم/ ماجد بن محمد الماجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق