السبت، 3 مايو 2014

الرسالة الأخيرة لشباب الدولة الاسلامية



لا أشك طرفة عين أن من شباب الدولة ثلة من الصادقين الورعين الذين ما خرجوا من ديارهم ولا هاجروا إلا لنصرة المستضعفين من المسلمين وإني لأقول هذا القول غير مجامل ولا مداهن ولا راهب من شيء أو راغب في شيء ، غير صوت في ضميري يستصرخني لأخاطب إخوانا في الدولة تم إقحامهم في معركة لم يأتوا إليها ، وتم التلبيس عليهم وخلط الأمور في أعينهم ، فكان لزاما عليّ أن أبلغهم رسالة نابعة من قلب صادق محب مشفق ؛ فأقول :



إن الذي يخاطبكم ليس عدوا لكم وليس صاحب مصلحة دنيوية ، بل يخاطبكم مهاجر ترك خلفه دنيا ما كان فيها محتاجا ولا كان مغمورا ولا كان يائسا أو بائسا ، بل كنت في نعمة نعماء ومكانة طيبة بين الصالحين في تبوك وغيرها ، وإن كنت يا أخي ذو ذرية فأنا مثلك لي أبناء وبنات وزوجة وأم وأب كنت أتقرب إلى الله بهم ، فما هاجرت رغبة عنهم ولا زهدا فيهم ، بل هاجرت وهدفي هو هدفك ، ومقصدي هو مقصدك ، هاجرتُ أنا وأنت للنصر إخواننا الذين آلمتنا جراحهم وأبكتنا دماؤهم وحز في نفوسنا تخاذل الأمة عنهم ..



أتذكر يا أخي صورة ذلك الطفل التي أثارت شجونك وأبكت عيونك يوم رأيته باك دامي الجبين أو مشرد مطرود في خيام اللاجئين ، أتذكر كيف أنك غضبت غضبة الأسد الذي لا يرتضي الهوان ولا الذل فعزمت على الخروج للشام لتنتقم من النصيرية ، وتحمل راية الحق التي تدافع عن المظلوم وتحميه ، وتنصر الحق وتعليه !



أتذكر يا أخي كيف كنت تقضي ليلك قبل أن تهاجر حيث تتقلب في فراشك وكأنما تنام على الجمر حينما يطرق مسامعك أن أخواتك يغتصبن في أرض الشام ؟!



أتذكر كيف ملأ النصيرية قلبك حنقا وحقدا بجرائمهم ومجازرهم فاصبحت تنتظر الفرصة لتنفر وتنقض عليهم ؟!



أتذكر يا أخا الإسلام والجهاد كيف كسر نفسك تعاون النصيرية مع الإيرانيين وحزب اللات ضد إخوانك المستضعفين الذين تتردد صرخاتهم في مسامعك " مالنا غيرك يا الله " ؟!



أتذكر يا أخي كيف كان قلبك يوم أن وصلت أرض الشام ، الم يكن غضا طريا سمحا نديا ، لم يكن يحمل حقداً إلا على الكافرين ولا يكن إلا إلى على المجرمين ؟!



أسألك يا أخي : هل بقي من ذلك القلب شيء اليوم ؟!



دعني أحدث قلبك قليلا ولا تلتفت لشيء إلى نهاية رسالتي فقط !



أخبرني يا أخي : يوم أن نفرت وقبل أن تنفر هل تغيرت لديك مفاهيم ؟ هل تبدلت نظرتك ، هل تغير هدفك ، هل لا زلت تثق بالعلماء الذين طالما وثقت بهم أم أن الوضع تغير عندك ؟!



أخي الحبيب : هل أنت اليوم موجود في المكان الذي نفرت من أجله

، بربك أجبني بإجابتك لنفسك !؟



أنت الآن هل يسرك موقفك الذي تقف عليه ؟



وهل كنت حقا تهدف إلى المعركة التي تخوضها اليوم ؟!



أخي في الله : إني اعلم أن قلبك يتمزق ألماً لهذه الفتنة التي تعصف بالجهاد ففرح له الأعداء وشمت بنا الحساد لأجلها .



فيا أخي سأسأل نفسي وإياك سؤالا



لماذا نتعصب لجماعة دون جماعة ، ولماذا نحصر الحق في جماعة ونلغي الآخرين ؟!



أخي المهاجر : أنا وأنت لم نأت للقتال وحسب ، بل جئنا أيضا دعاة ومعلمين ، ننشر الخير ونعلم الجاهل ، ونصبر على ما نلاقيه ونعانيه في سبيل دعوتنا



فنحن نعلم ما مر به إخواننا في الشام من تغريب وتجهيل عبر عشرات السنين



فما بالنا اليوم نقسوا عليهم ، ونذيقهم فوق الهم هما ونزيدهم على غمهم غما



أخي الحبيب : إن معركتنا يوم أن هاجرنا لم تكن في الشام وحسب ، بل إن معركتنا لا تقف ولن تقف حتى يقضي الله بيننا وبين اليهود والصليبين والروافض تحت كل سماء وفوق كل أرض



الست تعتقد هذا مثلي ؟



إذا لماذا نحصر الحق في جماعة واحدة ، بل لماذا نحصر الحق مع رجل واحد ؟



أخي الحبيب : إن من يقاتلكم اليوم خليط من الناس ولئن استغل هذا ظالم أو عميل لكن عامتهم من أهل الحق وأهل السنة نالتهم سيوف جماعتك ونالهم غدرهم ، ولكنك لم تدري عما تسعى إليه جماعتك !



اخي الحبيب : إنهم يقولون عن المجاهدين صحوات ، ولكن السؤال الذي يحيرني ويحيرك أنت أيضا :



هل الصحوات تقاتل النظام ؟



هل الصحوات تنفذ العمليات الاستشهادية في النصيرية ؟



هل الصحوات هم المهاجرون الذين هاجروا مثلك ؟



هل الصحوات هم الذين كفروا بالطاغوت وحرروا الكثير من بلداننا بالشام ؟!



إنهم ليسوا صحوات ، ولكن جماعتك كذبت عليك وافترت عليهم واتهمتهم كذبا وزورا



ثم استخدمت كورقة يتلاعبون بها !



يا أخي الحبيب : كم فقدت في معاركك مع المجاهدين من الأحبة والإخوة ، أتظن أن كل من يقاتلكم سعيد بقتالكم أو فرح بقتلكم ؟!



لا والله ، بل إن أكره ما يكرهونه مواجهة إخوة نعرف ونوقن أنهم يقاتلوننا وقد لُبس عليهم !



إنك اليوم يا أخي تخوض معركة تخص رجالا لا تخص أمة



ولو كانت تخص الأمة ولا تخص رجالا لسألتك



ما بال جماعتك أساؤوا لعلماء الجهاد الذين كنت لا تستمع إلا إليهم ولا تثق إلا بهم ، واستبدلوهم بأغرار لا يُعرفون بعلم ولا بفضل ؟؟



ألم يحدث هذا ؟



لما شوهوا في مخيلتك صورة مشايخ الجهاد وقادته وأساءوا إليهم سرا وأخفوا عنك ولمحوا باستنقاصهم حتى ضاق بهم الكتمان وأعلنوها جهرة ، كما فعل العدناني مع الظواهري والقاعدة !



أيعقل يا أخي أن تكون طيبا لهذه الدرجة وتجعل من نفسك أداة تنفذ فقط دون تفكر أو تأمل ؟!



أخي الحبيب : إن القضية أضحت تعصبا لأشخاص ليس إلا كذلك على طريقة الجامية الذين عرفناهم يُسقطون خصومهم بالأكاذيب والافتراءات وتتبع الزلات ، والذين تراهم أنت كما نراهم مبتدعة ضالون !



لكن أنت ما بالك اليوم تفتك بالمسلمين بل بالمجاهدين بل بقادات المجاهدين



وما بالك لم يبق في قلبك لعالم من علماء الجهاد قيمة



وأنت بالأمس أسمى من هذا



وهدفك قبل النفير ما باله تغير وتحول



أخي الحبيب : إنك من أمة أذلها الطواغيت أتباع الغرب وشوهوا في عينها الجهاد وصنعوا بينها وبينه حاجزا لا يتخطاه إلا من وفقه الله



لقد مورس على أمتك تغريب وتغييب وتنكيل وتعذيب



فهلم انتشلها من ظلمات الظلم وظلام الاستبداد



لا تعزلهم بعيدا عنك بنهج الفكر المستبد ، فإن أمتك ما عانت من شيء كمعاناتها من الاستبداد



ولا تبعد أمتك عنك بنهج الفكر المتشدد الذي لا يرحم ولا يعذر ولا يسامح ولا يصافح



أخبر الأمة أن الجهاد والمجاهدين أبناء الأمة لا نختلف عنهم بشيء ولسنا أرفع منهم ولا أجل مكانة وأرفع شأنا ، بل علمهم ما لم يعلموا ، وبلغهم ما بلغك



إن الحل الذي تريده الأمة اليوم هو انتظام الأمة في الجهاد واستيعابها للجهاديين



ولكن حال دون ذلك غلوا وتشدد وجهل واستبداد وتجهيل وعناد



فبربك يا أخي أسألك



علام توجه سيفك في وجوه الموحدين وأنت لم تسُله إلا لحمايتهم



يا أخي الحبيب بربك أسألك



أيعقل أن يبلغك خبر انتهاك عرض إحدى أخواتك ثم تناديك وتستغيث بك وترتجيك ؛ فتعرض عنها لتنشغل ببناء دولة مستقلة



أجئت لتقيم دولة وتترك الدماء تسكب والأعراض تنتهك



أترتضي هذا كرامتك



عن أي دولة نتحدث



وما الفرق بيننا وبين الائتلاف الذي يتاجر بدماء المسلمين ويحاور فوق جثامينهم



أوّاه يا أخي لو تدري كم عفيفة اغتصبت وأنت تقف على حاجز لتصنع دولة غيرك



أوّاه لو تدري كم طفل ذبح وأنت تسعى في تكثير البيعات لجماعتك لتبني دولة غيرك



يا أخي



إن السعي وراء إقامة الدولة والاغترار بهذا زعما أنه قطع طريق على اقتيات المنحرفين على انتصارات الموحدين كلام زائف



ودونك العراق تشهد وهذا سوريا أمامك تتشهد



إن القضية يا أخا الإسلام والجهاد أكبر من كل التنظيمات والجماعات



أكبر من تعصب الأفراد لقياداتهم



أكبر من سفك الدم المعصوم وتسليم القياد لمستبد أو ضال أو ظالم أو مبتدع



إن كل التنظيمات والجماعات ليست إلا طريقا لتبليغ المنهج للأمة



ولكن الانتكاسة في أن تُجعلا الجماعة هي المنهج



وهذا ما حصل في أرض الشام



أخي الحبيب



مالك ولدماء الموحدين



مالك ولإرهاب المسلمين



مالك ولتشويه سمعة المهاجرين



مالك ولإلحاق الشماتة بنا من أعداء الدين



كن شجاعا كما أنت حين هاجرت وتوجهت لنصرة الحق ونفرت



اصدع بقول الحق ، ثم اصدع بموقفك ، ثم دافع عنه



وانتشل إخوانا لك أنت تعرف أن حصيلتهم من العلم قليلة وبضاعتهم فيه مزجاة



والله إن الأمة كلها لتتألم لما يحصل في الشام ، وإن كل محبيك ما كانوا يحبون أن يروك إلا في ساحات الوغى تقاتل النصيرية وتدك صروحهم



فارجع يا أخا الإسلام والجهاد إلى الله تعالى



واعلم أن طاعة الأمراء لا تغني من عذاب الله شيئا



وأن كل أمير لا يبالي بأمر الله ويخالفه فلا سمع له ولا طاعة



وأن كل من ولغ في الدماء المعصومة وسفك الدم ظلما وعدوانا



فلا يجوز القتال معه ولا تكثير سود جماعته



واعلم أنك لست مضطرا لمعركة تخوضها ليحقق فلان ملكه وحكمه



إني أخاطب فيك دينك وهجرتك وكرامتك ورجولتك



فبالله عليك لا تجعلن للأعداء سبيلا للشماتة بعد اليوم



ولا توجه سلاحك نحو موحد بالظلم أبدا



اللهم أقبل بقلب أخي إليك



اللهم أقبل بقلبي أخي إليك



اللهم اهده ويسر الهدى له



اللهم ارشده للحق وأعنه على بلوغه والعمل به






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق