السبت، 16 أغسطس 2014

بماذا وصف إمام وخطيب المسجد الحرام تنظيم داعش

..

..





أخبار الآن | مكة المكرمة - السعودية - ( صحيفة الرياض )



قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن من سنن الله الكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع وبين الهدى والضلال من صراع، ولكل أنصار وأتباع، وكلما سبق الحق وازداد، ازداد الباطل ضراوة وافتضاحا، وهكذا بعد المحن المطوحة يذهب النور بذيول أهل الفجور، ولا يزال عبر التاريخ عن فعال أهل الكفر الشنعاء، أو رزايا التتار أو بلايا المغول البلواء أو فتنة القرامطة الدهياء الذين سعوا لقمع أهل الإسلام وغيرهم سلفا وخلفا مما ضجت الخضراء والغبراء لجرمهم المهول كل أولائك وغيرهم، فأين آثارهم؟ فقد بادوا بعد أن عاثوا بالأرض وأبادوا وكادوا للمسلمين ما كادوا فلم يتخذهم التاريخ إلا مثالا قاتلا للطغيان الغشوم وصمد دين الله في شموخه وعزته وسيدوم بإذن الله بقوته الذاتية والإلهية وخصائصه الربانية، ولن يزداد به المسلمون إلا اعتصاما.



وأضاف السديس أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، مشيرا إلى أن التاريخ يعيد نفسه فما أشبه الليلة بالبارحة وكما لم تسلم خير القرون من نزغات الشياطين، فظهرت أول بدعة في الإسلام في نهاية الخلافة الراشدة فإن ذئابا من الخوارج ساروا على درب أسلافهم ممن قصرت أفهامهم ففهموا النصوص الشرعية فهما خاطئا مخالفة لفهم الصحابة والسلف الصالح رضى الله عنهم أجمعين فشوهوا صورة الإسلام وانحرفوا بأفعالهم عن سماحته ووسطيته ويفعلون ذلك باسم الدين وينشرون ذلك على مرأى ومسمع من العالمين، وكل من لا يعرف الإسلام على حقيقته يظن أن ما يصدر عن هؤلاء الغلاة الخوارج هو الإسلام والإسلام منهم براء والحق منهم براء، ولقد رأينا من الأحداث ما يبعث الأسى.



وأوضح الشيخ السديس أنه من العجيب مايظهر من هؤلاء المارقين ومن كل داعي مؤدلج في غيابات التأويل قد أدلج فيسلكون طرائق الباطل، وينهلون من مشارب العنف فأرخصت لديهم الأعمار فقاموا بسفك الدماء وقتل الأبرياء وجلب الدمار وإلحاق العار والشنار وخراب الأوطان والإساة إلى خلاصة الشرائع والأديان، وإنه لا يكاد عجب الغيور يأخذ بالذهول من ضلال تلك العقول التي اتخذت وراءها حرفيا المعقول والمنقول حتى يتساءل بأسى: مابال هؤلاء ينتكسون في حملة الجهل، ولا يسمعون نداء العلي الجليل الذي عظم حرمة الإنسان ونأى به عن مساقط الغلو والإجرام والطغيان؟ وما لهؤلاء القوم قد افترستهم أفكار الضلال واستقطبتهم موجات الوبال؟ لقوله تعالى (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله (الفساد إما في الدين وإما في الدنيا، فأعظم فساد الدنيا قيل النفوس بغير حق ولهذا كان أكبر الكبائر بعد أعظم فساد الدين الذي هو الكفر).



وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن هذه الدعوات المغرضة التي تستهدف المجتمع الإسلامي عامة وتختطف عقول الشباب خاصة ليس وراءها إلا هدم المجتمع وتفككه وإخلال أمنه واستقراره، موضحا أن المصطلحات الشرعية التي يستخدمونها هؤلاء لجر شبابنا إلى الويلات باتت واضحة مكشوفة الأهداف لكل ذي عينين ولا تزال أفعالهم الباطلة والرديئة وأقوالهم المنمقة تفضح مكنون ضمائرهم وتكشف مضمون سرائرهم لأنهم اتخذوا الدين لرخيص مآربهم حجة وذريعة ومسلكا لأهوائهم الشنيعة والتضليل والخديعة، وإلى الله المشتكى من نابتة أغرار سفهاء الأحلام ركبوا رؤوسهم وافتاتوا على ولاة أمرهم وعلمائهم وهاموا جهوا وتيها، فأحدثوا فتنا وفواجع وشرور ونبرأ من دين الخوارج إذ غلوا.



ودعى السديس شباب الأمة فقال: أفيقوا ولا تغتروا بالشعارات الزائفة البراقة والمناهج الضالة واحذروا ممن يريد التغرير بكم والزج بكم بإسراع في مواطن الفتن وبؤر الصراع وليسعكم ماوسع سلفكم الصالحين وعلمائكم الربانيين.



وخاطب العلماء والمفكرين والدعاة والمربين أن يستلهموا العزائم والهمم وأن يبتعدوا عن التواني والوهن وأن يقولوا كلمة الحق دون مواربة ولا يخشون في الله لومة لائم وينفون عن دين الله تحريف الغالين وامتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة وسوف يكون التاريخ شاهدا على من كان الأداة الطيعة التي استغلها الأعداء لتمزيق الأمة وتفريق كلمتها وتشويه صورة الإسلام النقية وأن لا يؤثروا منهج السلامة على سلامة المنهج وأن يرسخوا العقيدة الإيمانية السلفية الصحيحة للنشىء والأجيال بتماذج بين الوحدة الدينية واللحمة الوطنية وفق الضوابط الشرعية الذي يعانق فيها الوطن الإسلام تعانق الألف واللام.



مؤكدا أنه يجب الوقوف أمام كل من أراد اختطاف الإسلام وإنه من المعيب والعار أن يمارس القتلة المجرمون طغيانهم وإجرامهم بإسم الدين والدين منهم براء ويقدمونه للعالم بأنه دين الغلو والكراهية والإرهاب في تشويه متعمد لشعيرة الجهاد الحق ذروة سنام الإسلام إلى جانب ذلك كله نرى دماء إخواننا في فلسطين وسورية تسفك في مجازر جماعية إذ لم تستثن أحدا وفي جرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع ديني أو إنساني أو أخلاقي حتى أصبح للأرهاب أنماط مختلفة سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهى الأخطر شأنا بإمكانياتها وخططها ومكائدها وكل ذلك يحدث تحت سمع ونظر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته ومما يخشى معه أن يوجد ذلك جيلا لا يؤمن إلا بالعنف ويوقن بصراع الحضارات لا بحوارها وتناغمها، فلنحرص على وأد الفتن في مهدها وإجتذاذها من أصولها وتجفيف منابعها فقد وجدت لها أرضا خصبة في العالم الإسلامي وسهل لها المغرضون الحاقدون على أمتنا عبر تحالفات ومنظمات خفية وإرهابية المتخاذلون عن مسئولياتهم التاريخية ضد الأعمال الإرهابية من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة سيندمون حيث لا ساعة مندم.



وأضاف السديس حتى لا تصاب الأمة بخيبة أمل بعدم تفاعل المجتمعات الدولية والإسلامية في ذلك فإنه يجب تفعيل المشروعات الحضارية ضد كل ما يخالف منهج الإسلام في برامج عملية موثوقة تحقق التوازن والوسطية والاعتدال وتعزز الأمن والسلم والاستقرار والحاجة ملحة لوضع ميثاق شرف عالمي يؤدي فيه القادة والعلماء رسالتهم ويضبط الشباب فيه فكرهم، ويضبط فيه مسار الإعلام الجديد قبل أن يقضى على ما بقى من دين الأمة وعقول أبنائها وأمنها ووحدتها.



..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق