الاثنين، 30 يونيو 2014

إعلان قيام الخلافة ... بقلم الشيخ عبد المجيد الهتاري

إعلان قيام الخلافة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد :

في يوم الأحد التاريخي أول يوم من رمضان حسب ما ثبت لدى الدولة في دخول الشهر الكريم من عام 1435 للهجرة أعلنت الدولة الإسلامية قيامالخلافة الإسلامية المنتظرة والتي بشرت بمجيئها بعد الحكم الجبري الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أحد أمور ثلاثة مفصلية في تاريخ العمل الإسلامي المعاصر والذي أنشئ من أجل إعادة الخلافة وهذه الأمور :

أولها : قيام الجهاد وإنشاء تنظيم القاعدة على يد الشيخ أسامة رحمه الله .

وثانيها : إعلان الدولة الإسلامية في العراق على يد أبي عمر البغدادي .

وثالثها : إعلان الخلافة على يد مجلس شورى المجاهدين وتنصيب ابي بكر البغدادي خليفة شرعيا وهذه الأمور الثلاثة كان توفيق الله هو الذي ساق الأمور إلى ما وصلت إليه ليصل الناس إلى استبانة سبيل المجرمين من مع الإسلام وخلافته ؟ ومن سيقف ضد ذلك من الكفار والمنافقين ومن في قلوبهم مرض ؟ والحقيقة أن الذين أنشئوا وأسسوا هذه الأمور هم رجال صدقوا بموعود الله وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا داعي لسرد النصوص الشرعية التي تبين حكم إقامة هذا الواجب ولكن نقف على نقطتين هامتين جاءتا في بيان أبي محمد العدناني وهي أن الكثيرين سيقول إن هذا افتئات وفرقة والثانية لماذا الدولة لم تشاور وأحب أن أعلق على هاتين النقطتين بما يلي :

أولا : قيام الخلافة واجب ومن قام بهذا الواجب الشرعي حسب قدرته فهو محسن وما على المحسنين من سبيل ويجب علينا نصرته لتحقيق هذا الواجب عملا بقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .

ثانيا : الأمة في حالة فرقة وتسلط حكام علمانيين بدون رضى الأمة فمن رضي بحكم العلمانيين وتسلطهم بلا شورى رغم عدم مؤهلاتهم وعدم حكمهم بما أنزل الله بل وقيامهم بتجميد الشريعة وتغريب الأمة واحتج على أمير المؤمنين البغدادي لماذا لم يشاور رغم أنه يسعى إلى إقامة الحكم الإسلامي والعمل بالشريعة المطهرة فهذا لا حجة له لا عقلية ولا شرعية ولا مصلحية .

ثالثا : قد ثبت بالدليل الشرعي والواقعي أن كل الجماعات الإسلامية غير مؤهلة للقيام بهذا الواجب وذلك لعدة أمور :

أولا : الجماعات الإسلامية السياسية تريد إسلاما جمهوريا ولا أعلم جماعة قد صرحت بأن النظام الجمهوري معارض للإسلام والنظام الجمهوري ليس هو الإسلام ولا يجتمع مع الإسلام .

ثانيا : الجماعات الإسلامية السياسية بعضها يرى السمع والطاعة للملوك القائمين ويرى أنهم على الإسلام ولا حاجة إلى التغيير الجذري ولا يجوز الخروج على ولي الأمر والواجب فقط هو تقديم النصح بل بعضهم يرى أن أمير المؤمنين محمد السادس هو الخليفة وبعضهم من السلفيين يدعو المجاهدين في سوريا إلى مبايعة عبد الله ملك الأردن ويعضهم يرى أنه لو لم يبق من آل سعود إلا عجوز لوجب عليها القيام بأمر المسلمين أو كما قال .

ثالثا : كل الجماعات الإسلامية السياسية التي تسعى إلى إقامة نظام إسلامي ترى أن النظام الإسلامي لا بد أن يكون عضوا في الأمم المتحدة ولا بد من الحفاظ على الهوية الوطنية وإذا كان من وحدة فيجب أن تتم عن طريق التفاوض والحوار أعني أنها ملتزمة باتفاقية سيكس بيكو وملتزمة بميثاق الأمم المتحدة زاعمة أنه يتفق مع الإسلام ومثل هذا النظام ليس إسلاميا .

رابعا كل الجماعات الإسلامية إلا الجهادية منها ترى أن النظام الديمقراطي هو النظام الذي سيكون طريق إقامة الدولة الإسلامية عن طريقه وسيكون هو النظام الملتزم به بعد الوصول إلى السلطة بموجب الاتفاقات والإلتزامات التي يلزمون بها أو يلتزمون بها وترفض الحل الجهادي باسم وجوب ترك العنف والإرهاب .

خامسا : كلها ترى أن قيام الخلافة وتطبيق الشريعة أمر شبه مستحيل في ظل هذه الأوضاع العالمية وإنما ينبغي التدرج والحكمة وعدم التهور .

أقول وأمة بهذا التصور والمستوى لا يقول أحد ممن آتاه الله العلم والحكمة أن لها حقا في اختيار الخليفة وهي لا تفكر أصلا في إيجاده وترى أن الوقت غير مناسب حتى إذا قام رغما عنها وبدون رضاها قيل لماذا لم تشاور الأمة ؟ .

سادسا : الطائفة المنصورة والفرقة الناجية من صفتها أنها تعيش في غربة ,انه يخالفها ويخذلها الكثيرون بحيث بذلك الخذلان والمخالفة تحققت الغربة فحال كهذه الحال كيف يقال يجب على من يسعى لإقامة الخلافة أن يشاور الأمة وهي في حالة مخالفة وخذلان .

سابعا : قد علم الخاص والعام أن جميع الجماعات الإسلامية والأحزاب والحكومات العلمانية تعارض فكر الدولة الإسلامية ورؤيتها للإسلام والحكم وتشوه سمعتها وهي تحاربها ليلا ونهارا مرة باسم محاربة الإرهاب والتطرف ومرة باسم محاربة الغلو والتكفير ومرة باسم الوطنية ومرة باسم الديمقراطية وحقوق الأقليات هذه أحوال الخاصة فما بالك بأحوال عموم الناس فكيف يطلب مشورة من هذه نظرته للدولة وفكرها ؟ .

أخيرا نقول للجماعات الإسلامية التاريخ يعيد نفسه موقفكم يشبه موقف المعارضين للإسلام في أول أمره حيث جاء في وصف ذلك بأن العرب سترميكم عن قوس واحدة وأنه ( لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) وأنه (غر هؤلاء دينهم ) تداركوا أنفسكم الحقوا الركب قبل أن تلحقكم الردة .

ونقول لأمير المؤمنين سر على بركة الله ونحن من أنصارك وإن حالت بيننا وبينك حدود وطواغيت فقلوبنا معك ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى قلوبنا ونرجو أن تعذر منا من منعته ظروف عن المجيء إليك أو رأى مصلحة في البقاء يدعوا إلى الإسلام ويحث المسلمين على التهيؤ لطاعتك ويبشر بدولتك المباركة ولقد خاب من عاداك أو عاندك أو سخر منك وأرى أن إلغائك للجماعات الإسلامية خطوة موفقة على طريق توحيد الأمة على دولتها وأميرها والله المستعان .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق