الأحد، 27 يوليو 2014

آلاف العائلات تفقد المعيل في الغوطة




آلاف العائلات تفقد المعيل في الغوطة








في كل يوم تقريبا يُقتل رجل معيل في الغوطة الشرقية، ومع ازدياد أعداد القتلى باتت تغص بالعائلات الثكلى، فيترك الرجل منهم خلفه زوجة أرملة أو أطفالا يتامى أو أبوين مكلومين.




سامح اليوسف-الغوطة الشرقية




مع ازدياد الضحايا من أرباب الأسر أصبحت غوطة دمشق تغص بالعائلات الثكلى، ففي تقرير للمكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية يبلغ عدد العائلات التي فقدت معيلها -قتلا أو اعتقالا أو إصابة جراء الحرب- نحو عشرين ألف عائلة بنسبة 7% من إجمالي عائلات المنطقة.

ومع فقدان رب المنزل تبدأ العائلة مرحلة من المعاناة لتوفير لقمة العيش في منطقة محاصرة لا يمكن أن يدخل إليها أي شيء ضمن العقاب الجماعي الذي تفرضه القوات النظامية عليها.



وتعد حالة الأرملة سلوى برهوش وأطفالها الثلاثة واحدة من تلك الحالات حيث قتل المعيل منذ عامين برصاص قناص.
يستقبلك الأطفال الثلاثة من أمام المنزل بوجوه متعرقة تعبة جائعة، وبثياب متسخة لم تشم رائحة المياه منذ أسابيع عدة.




منزل سلوى أشبه ببيت بدائي، فلا ترى فيه إلا غرفة واحدة بسيطة ودورة للمياه، منزل فارغ دون أثاث لا يوجد به سوى وسادة قديمة تحول لونها من الأبيض إلى الأصفر من قدمها واتساخها.

في أحد أركان المنزل بعض الصحون والملاعق والأواني التي يغلب الصدأ على معظمها، تستخدمها سلوى لتجهيز فطور يومها الرمضاني، وهو البرغل مع الكوسا والذي يعتبر أزهد طبق رمضاني حيث توفر مادة البرغل ما توفره من العطش.

تزوجت سلوى منذ عشر سنوات، حيث كان عمرها ثلاثين سنة من رجل متزوج يكبرها بعشرين عاما، ولم يكن زوجها يعمل، وكان يعيش على إعانات أولاده الشباب.

تتحدث سلوى عن معانتها منذ وفاة زوجها قائلة "قتل زوجي قنصا من عامين من قبل أحد قناصي النظام السوري ضمن إحدى حملات المداهمات لمدينة دوما، لم تؤثر وفاة زوجي على الحالة الاقتصادية كثيرا، فزوجي لم يكن يعمل أساسا، لكن تلك المساعدات التي كان أولاده يرسلونها إليه قد انقطعت تماما بعد مقتله".

وتضيف للجزيرة نت "بعد مقتل زوجي بأشهر سقطت قذيفة هاون على منزلنا فاحترق المنزل بأثاثه وبتنا بلا مأوى لأيام معدودة حتى افتتح لي بعض أهل الخير هذا المنزل الذي نقطن به الآن".

وعن كيفية تأمينها قوت يومها هي وأطفالها تقول سلوى "توزع لنا إحدى المؤسسات الإغاثية في المدينة كل شهر سبعة آلاف ليرة سورية (41 دولارا) عن كل طفل يتيم لدي، وأنا لدي ثلاثة أطفال، والمبلغ قليل جدا أمام الأسعار الجنونية في الغوطة الشرقية المحاصرة".

وتضاعفت أسعار السلع والمواد الغذائية في الغوطة الشرقية لأكثر من عشرين ضعفا مقارنة بسعرها في العاصمة دمشق وسط حصار خانق تفرضه القوات النظامية على الغوطة منذ أكثر من عامين.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق