الأربعاء، 16 أبريل 2014

13-4 الدكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق | السيد وعبيده الأ


13-4 الدكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق | السيد وعبيده الأربعة







بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الفرد الصمد، والصلاة والسلام على عبده ونبيه محمد، الذي جعله ختاماً لرسله وشرائعه فلم يرسل بعده أحد، وعلى آله وأصحابه الموفقين للصَّواب والسَّدَد، أما بعد:

ففي لحظة النداء العظيم مرت في ذهني خاطرة تصورتها عن حال عبيد أربعة مع سيدهم في تلك اللحظة، وحال البشر جميعاً لا أظنه الا مقسماً بين هؤلاء الاربعة، فالعبد الأول يكون عند سيده قبل أن يناديه، فهو عبد تملئ قلبه محبة سيده ويجلله الادب فيستحي من سيده أن لا يأتيه حتى يناديه، يبرحه الشوق فيهتبل أي فرصة للحضور عند سيده، فهو شغله الشاغل لا يفكر الا به ولا يرجو إلا إياه، عبد نادر المثال هذه الايام لكنه موجود وسعره غالٍ عند سيده، لا يبيعه ولا يسلمه، والثاني إذا ناداه لبى وقال لبيك سيدي ومولاي فهو عبد مطيع أدى ما عليه لا تثريب عليه ولا خوف ولا لوم، ولكن فاته حظ الادب الذي يتمتع به الاول، والثالث عبد آبق مشغول بالدنيا لاه عن لقاء سيده إذا ذكرته قال ليس عندي وقت ونسي أن الدنيا كلها عند سيده ومليكه، والرابع وما أدراك ما الرابع؟ عبد معاند معادٍ لسيده محارب لمولاه.

تلك هي قصتنا نحن البشر مع سيدنا ومليكنا وربنا الذي خلق وبرأ وصوّر ورزق، فمن منا هو العبد الاول؟ الذي يستحي أن لا يكون في المسجد قبل الاذان متذكراً معنى الحضور قبل النداء، ومعنى تلبية النداء وفي معنى التبكير للعبادة جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا في التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا في الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا »، ومثل ذلك بقية الفروض والعبادات التي هي دليل محبة العبد ومحبة الرب، في البخاري: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْته عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبُّهُ فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْته وَإِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) تلك هي الولاية الكاملة خضوع تام واستجابة وطاعة مستدامة مع محبة تملئ الجوانح من العبد يقابلها الحماية التامة والقبول والرضى والمحبة من الرب، هذا عبدان موفقان على درجتين ما من أمر الا ومصلحة العبد فيه ظاهرة وان اكتنفته المشاق احياناً ولكن عاقبته خير بإذن الله.

وفي الطرف المقابل صنفان الاول كما أسلفنا صنف لاهٍ شغلته هموم الدنيا والسباق فيها عن مصيره وآخرته نسأل الله العافية من هذا البلاء، يجمع لغيره من الناس ويحاسب عليه هو في الآخرة، والصنف الرابع هو الصنف الاخطر هو المحارب الذي قطع كل الخطوط مع سيده، فبارزه بالمحاربة استاذه هو ابليس اللعين الذي سنّ تلك الجريمة في المخاليق، (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)

ومن هذا الصنف المتردي في الضلال هو تلك الوحوش البشرية التي لم ترعَ حرمة لبيوت ربها في الارض (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ) ومن امثلتها الصارخة هم باطنية العصر الذين يفجرون المساجد ويقتلون الركع السجد فيها مضاهاة لأمر الله وعناداً الذي يقول: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)، فمنعوا عباد الله وأخافوهم كي يهجروا المساجد، فلا يعلو نداء ولا يصطف عباد، ومن هؤلاء المغرورين ذلك الموغل في الاجرام "المالكي" ومليشياته الذي يشن حرباً معلنة على عباد الله من المسلمين الموحدين بل على دين الاسلام صراحة بقصفه للمساجد، فمنذ حملته الاجرامية والمساجد هدف يومي لميليشياته كما دمرت مساجد كثيرة منذ تسلط الحكومات الشيعية وميليشياتها بعد احتلال العراق واغتصبت أخرى وخصوصاً في جنوب العراق في جريمة نادرة فلم يحدث من قبل في تاريخ العراق أن اعتدى أحد المجرمين مهما بلغ طغيانه على بيوت الله تعالى بتلك الطريقة، وهذا الفعل صار عنواناً فاضحاً للحرب الدينية التي تشنها الحكومة الشيعية على دين الله تعالى وهو أبلغ رد على من يقول من بني جلدتنا أن ما يجري مجرد خلافات سياسية.

ولعظمة تلك الجريمة سطرها القرآن في أسلوب بليغ يدل على بشاعتها وأن المعتدي عليها قد بلغ في الظلم غايته وفي الجريمة نهايتها، قال عز وجل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، وستبقى بيوت الله منائرها ومحاريبها ومصاحفها شاهدة على طغيان المجرمين المحاربين لربهم، وسيبقى هذا الدين منصوراً لا يقف أمامه جور جائر ولا كيد ساحر مهما بلغ الكيد وستبقى بإذن الله خيام العلم ممدودة وأسرة الجهل منكوسة مطرودة.

اللهم بارئ النسم، ومحيي الرمم ومجزل القسم مبدع البدائع وشارع الشرائع دينا رضيا ونورا مضيا اهدنا لما أختلف فيه من الحق بإذنك ووفقنا للهدى بعلمك ونور بصائرنا واحيي قلوبنا بكتابك العظيم، وأعنا بفضلك أن تجدنا حيث أمرتنا وأن تفقدنا حيث نهيتنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.



الدكتور إبراهيم الشمري

الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق

13 جمادى الآخر 1435 هـ

13-4-2014 مـ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق